تصدر تطبيق سيغنال (Signal) للمراسلة قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متجري “آبل ستور” و”جوجل بلاي” في بلدان عدة حول العالم، منذ إعلان منافسته “واتساب”، الأسبوع الفائت، عزمها تشارك مزيد من البيانات مع الشبكة الأمّ “فيسبوك”.
نزوح نحو تطبيق سينغال
منذ إبداء مستخدمين كثر لـ”واتساب”، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، نيتهم النزوح إلى سيغنال، على غرار رئيس “تيسلا” إلون ماسك، يتربع التطبيق المجاني على رأس قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً في الهند وألمانيا وفرنسا وأيضاً في هونغ كونغ، وفقاً لما ذكرته “سيغنال” عبر “تويتر”.
لاستقطاب مزيد من المستخدمين الجدد، نشر “سيغنال” شرحاً مبسطاً لقواعد استخدام التطبيق، لمساعدتهم على نقل محادثاتهم بسهولة من تطبيق آخر للمراسلة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
إلا أن الإقبال المستجد على التطبيق تسبب بمشكلات تقنية يومي الخميس والجمعة الفائتين. وأوضحت “سيغنال” أن “رموز التحقق تتأخر حالياً (…) لأن كثيرين يحاولون الانضمام إلى تطبيق سيغنال في الوقت الراهن”.
يأتي هذا الإقبال الكثيف على تطبيق سينغال بعدما واجهت “واتساب” انتقادات واسعة إثر طلبها من مستخدميها البالغ عددهم حوالى مليارين حول العالم، الموافقة على شروط استخدام جديدة، تتيح لها تشارك مزيد من البيانات مع “فيسبوك” المالكة للتطبيق.
سيُمنع المستخدمون الذين يرفضون الموافقة على الشروط الجديدة من استعمال حساباتهم على “واتساب” اعتباراً من الثامن من شباط/فبراير 2021.
وتسعى “واتساب” إلى تحقيق إيرادات نقدية، عبر السماح للمعلنين بالتواصل مع زبائنهم عن طريق التطبيق، أو حتى بيع منتجاتهم مباشرة عبر المنصة، وهو ما بدأت الشبكة العمل به في الهند.
في هذا السياق، لفتت الشركة إلى أن البيانات التي قد يجري تشاركها بين “واتساب” ومنظومة تطبيقات “فيسبوك” (بينها إنستغرام وماسنجر) تشمل جهات الاتصال ومعلومات الملف الشخصي، لكنها لا تطال مضمون الرسائل التي تبقى مشفرة.
نظرة على تطبيق سيغنال
يقدم تطبيق سيغنال خدمة مجانية للمراسلة الآمنة النصية والصوتية والفيديو، ويتيح إمكانية اتصال الأفراد داخل المجموعات أيضاً، ويعتمد التطبيق على تقنية التشفير الكامل للرسائل بين مستخدميه، ويمكن استخدامه على أجهزة الموبايل إضافة إلى وجود نسخة منه على الحاسوب.
كما هو الحال في بقية تطبيقات التواصل، يتيح تطبيق “سيغنال” استخدام الصور الرمزية أو الوجوه الضاحكة “الإيموجي”، إضافة إلى الملصقات (الستيكرات).
يُشير موقع Mashable إلى أن مجموعة صغيرة من النشطاء المهتمين بأمر الخصوصية، في شركة Open Whisper Systems، أنشأوا تطبيق سيغنال في العام 2013، ليحقق بعد سنوات لاحقة نمواً.
يُصنف تطبيق “سيغنال” من جانب الخبراء من أكثر تطبيقات المراسلة أماناً في العالم، خصوصاً بفضل قدرته على التشفير التام للرسائل والاتصالات بالصوت أو الفيديو بين طرفي الاتصال.
حقق التطبيق سريعاً شعبية في أوساط الصحفيين والمبلّغين عن الانتهاكات، خصوصاً بفضل دعم إدوارد سنودن الذي سرّب بيانات سرية عن أساليب أجهزة الاستخبارات الأميركية في التجسس على الاتصالات.
كان تطبيق سيغنال قد حقق نجاحاً لافتاً أيضاً عندما تم حظره في الإمارات ومصر في العام 2016، وقالت الشركة المطورة للتطبيق آنذاك إنها استخدمت تقنية النطاق الموجّه (Domain Froting) لتجاوز الرقابة عليه من قبل سلطات القاهرة وأبوظبي.
الشركة التفت حول الرقابة المفروضة على التطبيق عن طريق إخفاء حركة مرور البيانات بين المستخدم والتطبيق داخل اتصالات مُشفّرة بوساطة استخدام منصة Google App Engine، التي تم تصميمها لاستضافة التطبيقات على خوادم شركة جوجل.
حيث توفّر منصة جوجل إمكانية لمطوري البرمجيات وتطبيقات الهواتف الذكية من إعادة توجيه البيانات من النطاق google.com إلى أيّ نطاق آخر يريده المطوّر والعكس، بشكل آمن وغير ظاهر.
يُشار إلى أن الرئيس التنفيذي لشركة Tesla، إيلون ماسك، ساهم في انتقال مستخدمين إلى تطبيق سينغال، بعدما دعا إلى بدء استخدامه في تغريدة على حسابه في تويتر الذي يتابعه قرابة 42 مليون شخص، رداً على شروط واتساب الجديدة للاستخدام.